Tuesday 3 May 2016

لم يحبنا العالم ..

لم يحبنا العالم يا أمي
لا أدري أين سمعت أو قرأت هذه الجملة للمرة الأولى و لكنها علقت في ذاكرتي
و تستوطن حلقيّ الغص الذي لا يستطيع أن يبوح
يخبرني غريب مار بمدونتي  أن على أن أعود و أتمرس فعل الكتابة
و يتمنى  أن يعاودني الشعور لأكتب
و أنا أرد عليه بالشكر و لنفسي بالويل إن فعلت
الكتابة فعل أناني يسرقنا من البوح لمن نحب
نلجأ إليه عندما نعلم أنه لن يفهمنا إلا الورق
و ربما شاشة إليكترونية صماء
يخبرني أبي أن لي وجها معبرا عما يجول في داخلي
يفضحني وجهي دائما
و يخذلني اللسان و التعبير في كثير من الأوقات
لم يحبنا العالم يا أمي
على الرغم من أننا أحببناه و أحببنا أن نملأه وردا و زهورا
و ابتسامات و فراشات
و أن نمر فيه مروراً خفيفا كالغزالات في ركضها
و لكن يصر العالم أن يصيبنا بغصة  لا تبدد
الجميع يخبروني أن علي أن أتعلم فن التجاهل
و حب الترك
كي أتجنب ألمي
يقول جون جرين " pain demands to be felt "
و الحب كذلك يا أمي و السعادة أيضا
لا بد أن نمر بالألم لنعلم قيمة السعادة
و الفقد  كي نعلم قيمة الوجود
أقول للدنيا تعلمت قيمة الوجود و لكني أخاف الفقد
ولا زلت  أفقد حتى بات القلب هشاً ضعيفاَ
و لا أدري ما الحكمة
أغلق أبواب قلبي جيداً و أوصدها
حتى لا يتسلل أحداً إلى جداره الهش
و رغماً عني أتعلق رغم أني أكاد أقسم أني أغلقتهم جيداً
ربما يتسلل الشعور أثناء النوم
أهرب إليه أحيانا
و يهرب مني أحيانا أخرى
النوم
و أحلامي أيضا 
تخبرني صديقاتي أن علي أن  أترك أوهامي
فكل من لا يبوح يصير و هماً
و  أن  علي أن فتح أبوابي للعابرين عل منهم من يكون لديه ما أحب
و يخبرنني عن عابر معجب و آخر يصلح لمشروع بيت
و أنا أكف قلبي عن كلامهن
و أكتفي بذاتي
كسرتهن الحياة قبلي و يخفن أن ينطفأ نوري
و يؤمنّ بالوقائع دون اتباع القلب
شذبت أجنحتهم الخيبات
أحاول انباتها من جديد لكنهم يصرون على أن المكوث في الأرض خير من الطيران
أدعوا الله أن يجبرني و يجبرهم
أناجي الله أن يحسن إليهم كما أحسنوا
"هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ " 
يقول دنقل متي القلب في الخفقان إطمأن ؟
 .. لا أحب أن يختير لي من يستوطن القلب
و لا يمكنني أن أخبر قلبي الصغير أن لا يهتم
أن يتغير وأن عليه تستوطنه الامبالاة
فقط أخبره أن عليه أن يتحلى بالصبر الجميل و الصمت
وأحتضنه و أربت عليه
 و أخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام
على الرغم من تعبه من الانتظار تحت شجرة الياسمين
يصدقني قلبي و يصمت
أمد يدي إلى الأفق و أضع أصبعي فوق نجمة
و أهمس لها بكل شيء
و أخبرها  أن تنير قلبه  هو الآخر في يوم شديد العتمة
علنا نلتقي يوما ما
و أخلد في سبات عميق
عل العالم يغير رأيه في أمري و يبتسم


Saturday 9 January 2016

بلورة سحرية

بعد عام أو أكثر
منكِ و إليكِ أعود 


...ثورة

لا أصدق أنني سخرت من كتاباتي الحالمة
هل صرت الوحش الذي لاطالما انتقدته ؟
هل أصبحت أسوأ كوابيسي ؟
أبني سورا بعد سورا حتى صرت أنا السور
هل صرت جماداً؟
أعلم جيدا أني لست جماداً
و أني أفضل أن أكون بركاناً متحمم  لا يشعر به أحد 
على أن أكون إعصاراً يعصف بمن يقترب 
فيختلط عليهم الأمر و يروني جبلا من جليد
و تبتلعني الحمم....

عراف
تتقن سرد قصصها
مع إضافة ضحكات للسخرية
علها تبتلع الجانب المأساوي من قصتها
و تذهب بها لبيت العراف
فيقاطعها و يصدر عليها الأحكام
تحاول أن تخبره بكل الحقيقة
وأنها كل ما فعلت ذلك
سوى لتجنب كسر القلوب
فتقرر الصمت
و تدرك انه لا دواء لدائها
و أن الشكوى لغير الله مذلة

آلة زمن ....
ما عدت أؤمن بالسيد يوماً ما 
كل يوم يأتي ما يوطد علاقتي بالوحدة أكثر
وصفت جنسه بالأوغاد و يزعجهم وصفي
و يتأكد لي الوصف كل يوم
مضى زمن المرأة الحالمة
و علي أن أتحلى بالقوة و النضج و كل ما يحويه القاموس المعاصر
لو لي اختيارا لذهبت بآلة زمن الي العصر الفيكتوري
و لانتظرتك هناك يا سيدي 
و لكتبت لك الرسائل و لعزفت لك مقطوعة على البيانو 
و لكني بدأ الملل يتسلل إلي و أشعر أني أفني عمري في الانتظار
وصرت مثل من يعيشون في أوهامهم
و لا أتخلى عن حلمي بك
حتى لو كان وهماً
في انتظار "كُن فيكون"

عصفور
يراقب فراشة 
تداعب غزالة 
غزالة تهوى الركض و الاختباء
في رقة نسمة صيفيه 
و في خفة ورقة شجر خريفية
ينقصها الدهاء
تكره الركض
من و إلى الأشياء
من الصياد و الأسد
و تحلم بحب أحدهما
و صداقتهما
ويكتفي بغيرها الأسد
و يحلم برقبتها الصياد
فتترقب النجوم
و تبقى هي كما هي
و لا تتغير طبيعة الأشياء