أخبريني

عن الأحاديث المقتضبة 

و شموع الأمل المحترقة 

عن الكلمات الصامتة

و نبضات القلب الخافته

أتدري يا صديقتي

كلما همت المشاعر بالتوهج... انطفأت 

و كلما هم الوجهه بالابتسام... حزن 

وكلما همت الروح بإعلان الحرب... اختبئت 

لأن كل المعارك خاسرة 

و لأني لا أهوى المقامرة 

و لأني أخاف العواصف العابرة 

ربما يكمن العيب فيّ 

ربما فيّ تكويني 

ربما لأنني لم أستسلم لماديتهم بعد 

لم استسلم لتفسيراتهم المنطقية 

واتبع الروتين و تحليلاتهم العلمية  

ربما لأنني لازلت أسكن في عالمي 

بين المجرات و الفراشات 

يخيفيني عالمهم و ترهقني زيارته 

صديقتي أخبريني و زيدي يقيني 

لا تقولي لي ما تؤمنين

أعلم أنا و أنت أنهم جميعا أوغاد ماديين

قلوبهم متحجرة من ملايين السنين

لا يهمهم خبايا الروح

ولا يتقنون فن البوح 

أو مخبولين يصيبون الروح بالجروح 

أخبريني بأنه مختلف

و معه كل شيء سيختلف

أخبريني أنه سيشعر بي

و يحتمل نوبات الجنون

أخبريني بأنه يحمل في ثناياه

قلب دافئ حنون

أخبريني سيقرأ صمتي و كلام العيون

أخبريني أنه نبيل من النبلاء

لا يميل للعيون الخضراء

ولا يستسلم للإغراءات

و أن عالمه ليس سطحي 

بل به الكثير من القارات

أخبريني و ربما حينها

سأنفض عن قلبي غبار الكآبة 

و أبدع في صنوف الكتابة

أخبريني و ربما حينها 

سأذيب القلوب المتحجرة

بالهمسات الناعمة

و اللمسات الحانية

و العبرات الدافئة

و إذا كانت قلوبهم أحجار 

"و إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار "